شبكة قدس الإخبارية

محلل سياسي "إسرائيلي": رد حماس فخ لنتنياهو و"إسرائيل" خسرت المعركة سياسيا 

438cdcf0-586d-11f0-b762-357e5cf273cd.jpg

ترجمة عبرية - شبكة قُدس: اعتبر المحلل السياسي “الإسرائيلي” درور بن يميني أن “إسرائيل” تواجه مأزقًا سياسيًا غير مسبوق في ظل عودة الحديث عن “مخطط فيتكوف” الذي طُرح مجددًا بعد إبداء حركة حماس موافقة أولية عليه باعتباره صفقة جزئية قد تتطور لاحقًا إلى صفقة شاملة. ويرى أن الكرة الآن في ملعب “إسرائيل”، لكن قبل تحديد موقفها يجب أن تدرك أن حماس لا تسعى إلى تحقيق نصر عسكري بقدر ما تبني استراتيجيتها على مكاسب سياسية ودبلوماسية على حساب “إسرائيل”. 

ويضيف أن وضع “إسرائيل” السياسي والدولي لم يكن أسوأ مما هو عليه اليوم، مع وجود هامش إضافي لمزيد من التدهور إذا استمرت القيادة على النهج ذاته.

ويشير بن يميني إلى أن الاعتقاد بأن تهديد “إسرائيل” بالسيطرة على غزة هو ما دفع حماس لتغيير موقفها خطأ جوهري، موضحًا أن العامل الحاسم في مرونتها الأخيرة هو الضغط العربي المتزايد، الذي انعكس في كثافة حضور خطابها عبر القنوات العربية. ويؤكد أنه في حال رفضت “إسرائيل” الصفقة الآن ستقع في الفخ الذي أعدته حماس، إذ إن مجرد النقاش حول السيطرة على غزة أدى إلى تصاعد الدعوات لفرض عقوبات، أما الدخول الفعلي للجيش إلى المدينة فسيقود إلى “انهيار سياسي أكبر بكثير”، وإذا جاء بعد قبول حماس العرض ورفض “إسرائيل” له، فإن الكارثة السياسية ستكون مضاعفة.

ويطرح مقاربة مغايرة تقوم على أن “إسرائيل” كان يمكنها أن تتصرف بذكاء أكبر عبر إعلان وقف إطلاق نار أحادي الجانب وربطه بمطلب الإفراج عن الأسرى وتجريد القطاع من السلاح. فلو وافقت حماس، تحقق لـ”إسرائيل” مكسب كبير، ولو رفضت، فإن رفضها يخفف العبء عن “إسرائيل” ويمنحها شرعية لاستئناف القتال مع تعزيز موقفها دوليًا. 

لكنه يرى أن القيادة “الإسرائيلية” ما زالت أسيرة لمفهوم خاطئ يربط الردع بالمزيد من القتل والدمار، وهو ما برز في التسجيلات الأخيرة لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق أهارون حاليفا، الذي قال إن استشهاد خمسين ألف فلسطيني ضروري لردع الأجيال المقبلة، وإنه يجب أن يموت خمسون فلسطينيًا مقابل كل قتيل “إسرائيلي” في السابع من أكتوبر.

ويهاجم بن يميني هذه الرؤية بشدة، موضحًا أن الفكر الإسلامي لا يردعه حجم الخسائر والدمار بل يستمد منه حافزًا لمواصلة القتال، وأن قادة حماس عندما خططوا لعمليتهم في السابع من أكتوبر كانوا يدركون مسبقًا أن الثمن سيكون قاسيًا، لكن ذلك لا يتعارض مع منطقهم الأيديولوجي. وبالتالي فإن المزيد من القتل والدمار لا يردعهم، بل يحقق ما يسعون إليه. 

ويخلص إلى أن المفهوم الذي تتبناه القيادة السياسية “الإسرائيلية” انهار بالكامل، إذ تواصل التهديد بالخراب كوسيلة ردع بينما الواقع يؤكد أن هذه الاستراتيجية تخدم حماس، التي تنتظر التصعيد والتوسع العسكري “الإسرائيلي” لتحصيل مكاسب سياسية على مستوى العالم، من خلال تعاظم المقاطعة الأكاديمية والثقافية والاقتصادية وتوسع حركة المقاطعة الدولية BDS. 

ويؤكد أن “إسرائيل” تقف أمام فرصة أخيرة لوقف الانهيار السياسي الذي يتهددها، وإذا ضاعت هذه الفرصة فإن ما ينتظرها سيكون انهيارًا أشد خطورة مما تعانيه اليوم.